الله أكبر، إنها السُّنَنُ! قلتم والذي نفسي بيده كما قالت بنو إسرائيل لموسى

أمسح رمز الإستجابة السريع للصفحة

الحديث
الشرح
عرض الترجمات
معاني الكلمات
من فوائد الحديث
التصنيفات
المزيد
عن أبي واقد الليثي رضي الله عنه قال: خَرَجْنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حُنَيْنٍ ونحن حُدَثاءُ عَهْد بكُفْرٍ، وللمشركين سِدْرَةٌ يَعْكُفُون عندَها، ويَنُوطُون بها أسلحتهم، يُقَالُ لها: ذاتُ أَنْوَاطٍ، فمَرَرْنا بسِدْرَةٍ فقلنا: يا رسول الله، اجعل لنا ذاتَ أَنْوَاطٍ كما لهم ذاتُ أَنْواطٍ؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «الله أكبر، إنها السُّنَنُ! قلتم والذي نفسي بيده كما قالت بنو إسرائيل لموسى: {اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ} لتَرْكَبُنَ سُنَنَ من كان قَبْلَكم».
صحيح - رواه الترمذي وأحمد

الشرح

يُخْبِرُ أبو وَاقِد الليثي رضي الله عنه عن واقعة فيها عَجَبٌ ومَوْعِظَة: وهي أنهم غَزَوْا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قبيلة هَوازِنَ، وكان دخولهم في الإسلام قريبًا؛ فخَفِيَ عليهم أمرُ الشرك، فلما رَأَوْا ما يَصْنَعُ المشركون مِن التَبَرُّك بالشجرة طلبوا مِن الرسول صلى الله عليه وسلم أن يَجْعَلَ لهم شجرة مثلَها؛ فكبَّر النبي صلى الله عليه وسلم استنكارًا، وتعظيمًا لله، وتَعَجُّبًا من هذه المقالة، وأخبَر أن هذه المقالة تُشْبِهُ مقالةَ قوم موسى له لـمَّا رَأَوْا مَن يَعْبُدُ الأصنام: {اجعل لنا إلها كما لهم آلهة}، وأن هذا اتباعٌ لطريقتهم، ثم أخبَر صلى الله عليه وسلم أن هذه الأمة ستَتَّبِع طريقة اليهود والنصارى، وتَسْلُك مناهجهم، وتَفْعَلُ أفعالهم، وهو خبر معناه الذَّمُّ والتحذير من هذا الفعل.

معاني الكلمات

  • تعاهدوا: حافظوا على قراءته.

من فوائد الحديث

  1. استحباب إظهار ما يَدْفَعُ الغِيبَة، حيث قال: «ونحن حُدَثاء عهد بكفر».
  2. أن المنتقل من الباطل الذي اعتاده لا يُؤْمَن أن يكون في قلبه بَقِيَّةٌ مِن تلك العادة.
  3. أن الإنسان قد يستحسن شيئا يَظُنُّه يُقَرِّبُه إلى الله تعالى، وهو يُبْعِدُه عنه.
  4. أنه ينبغي للمسلم أن يُسَبِّح ويُكَبِّر إذا سمِع ما لا ينبغي أن يُقَال في الدين، وعند التَّعَجُّب.
  5. جواز الحَلِف على الفُتْيَا.
  6. أن التَّبَرُّك بالأشجار شِرْكٌ، ومثلها الأحجارُ وغيرها.
  7. أن سبب عبادة الأصنام هو تعظيمها، والعكوف عندها، والتَبَرُّك بها.
  8. أن الاعتبار في الأحكام بالمعاني لا بالأسماء؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم جعل ما طلبوه كالذي طلبه بنو إسرائيل، ولم يلتفت إلى كونهم سَمَّوْها ذات أنواط.
  9. وجوب سَدِّ الأبواب والطرق التي تُوَصِّل إلى الشرك.
  10. يُعْذَرُ الجاهل بجهله إذا رجَع بعد العلم.
  11. أن ما جاء من النصوص في ذم اليهود والنصارى هو تحذير لنا.
  12. هذا الحديث عَلَمٌ مِن أعلام نبوته صلى الله عليه وسلم، حيث وقَع الشرك في هذه الأمة كما أخبر صلى الله عليه وسلم.
  13. النَّهْيُ عن التَّشَبُّه بأهل الجاهلية واليهود والنصارى، إلا ما دلَّ الدليل على أنه من ديننا.

التصنيفات

تم الإرسال بنجاح